واضح ان قرار العودة لسياسة الاغتيالات والذي ترجم عمليا باغتيال القائد الشهيد ابو العطا كان يهدف للعديد من الاهداف تكمن ابرز الاهداف بإنقاذ نتنياهو لنفسة على حساب شعبنا وذلك بعد ان فشل في تشكيل الحكومة وبروز مؤشرات لإمكانية منافسة غانتس زعيم حزب "ازرق ابيض" بتشكيلها حيث سيشكل ذلك في حالة حدوثه خطرا شخصيا على نتنياهو الذي سيصبح السجن هو مصيره المحتوم بسبب ملفات الفساد التي تلاحقه.
اراد نتنياهو الإيحاء بان دولة الاحتلال تتعرض لمشكلة امنية كبيرة من اجل جر حزب "ابيض ازرق" للانضمام لائتلاف موحد معه وذلك عبر ابراز ان الخطر لا يأتي فقط من حركة "الجهاد" في غزة بل يشمل كذلك البعد الاقليمي، بإشارة الى ايران وحزب الله، الامر الذي عمل به على تضخيم الحالة الداخلية لدولة الاحتلال ووضعها في مصاف الخطر الوجودي، الا انه في نفس الوقت اكد ان حكومته لا تريد التصعيد وذلك من اجل تحقيق هدفة التكتيكي وهو الهدف المركزي والذي يتجسد بتشكيل حكومة وحدة وطنية صهيونية.
ان اعلان حزب "ابيض ازرق" الموافقة على تشكيل حكومة موحدة مع نتنياهو كما صرح قادته مؤخرا هو ما اراده الاخير وهو ما سعى لتحقيقه.
لقد تزامن العدوان على غزة بتصريحات متشددة من نتنياهو اكد به سعيه لضم اجزاء من الضفة وانها ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية وذلك بهدف تكريس ذاته زعيما لليمين المتشدد ولإحراج الاحزاب المنافسة في ظل جنوح الشارع الإسرائيلي نحو التطرف.
واحدة من الاهداف غير المباشرة التي سعى لها نتنياهو تكمن بإعادة جذب انتباه العالم الى الموضوع الايراني، وخاصة الادارة الامريكية والتي تراجع اهتمامها بهذا الملف.
وكذلك تأكيد تأييد بعض بلدان اوروبا لدولة الاحتلال والذي برز بعبارات الادانة لصواريخ المقاومة التي جاءت كردة فعل على جريمة الاغتيال دون ادانة استهداف شعبنا من قبل الاحتلال بأفراده ومؤسساته وأعيانه المدنية في تجاوز واضح للمعايير الدولية ولوثيقة جنيف الرابعة وبازدواجية واضحة.
من الاسباب المباشرة التي ارادها نتنياهو وراء العدوان الاخير تكمن بإفشال مسار الوحدة الوطنية بعد ان اقتربت معظم الفصائل من القبول بمسار الانتخابات كمدخل لتحقيق المصالحة وقد تم قطع شوط كبير بهذا الاتجاه.
وعليه فان ابلغ رد على عدوان دولة الاحتلال يكمن بالتمسك بالاتفاق الوطني بخصوص الانتخابات والاسراع بعقد اجتماع يضم الكل الوطني الفلسطيني لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والبحث عن الطرق والوسائل الكفيلة بمواجهة الاحتلال عبر استراتيجية نضالية موحدة والتي اصبحت حاجة اكثر من ملحة بما يساهم بتعزيز صمود شعبنا في مواجهة سياسة العدوان والحصار والاستيطان والضم والتمييز العنصري والتي ستقودها حكومة صهيونية موحدة.